کد مطلب:241025 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

من أحب مطیعا فهو مطیع
روی الشیخ الصدوق بإسناده إلی إبراهیم بن محمد الهمدانی قال: سمعت الرضا علیه السلام یقول: «من أحب عاصیا فهو عاص، و من أحب مطیعا فهو مطیع...». [1] .

للحدیث الشریف تتمة ذكرناها عند التكلم عن الكلمة «من أحب عاصیا فهو عاص». [2] .

و قلنا إن العامل الأصیل هو الكفر و الإیمان با لله عزوجل و إنما الفضائل و الرذائل من شعبهما و جنود هما كما نص فی الصادقی علی جنود العقل و الجهل إلی خمسة و سبعین جندا مكنی به عما یتشعب منهما من فضیلة أو رذیلة و قد جاء ذلك فی أحادیث أهل البیت علیهم السلام منها.

العلوی: «أتی رجل إلی رسول الله - صلی الله علیه و آله - فقال یا رسول الله إنی أحب الصوامین و لاأصوم، و أحب المصلین و لاأصلی، و أحب المتصدقین و لاأصدق فقال رسول الله - صلی الله علیه و آله -: أنت مع من أحببت، و لك ما كسبت، أما ترضون أن لو كان فزعة من السماء فزع كل قوم إلی مأمنهم و فزعنا إلی رسول الله - صلی الله علیه و آله - و فزعتم إلینا». [3] .

و هو أی: «أنت مع من أحببت» من الأمثال السائرة علی الألسن. و منها النبوی الذی فی ضمن العلوی المتقدم الذكر و منها:

ما رواه الشیخ الصدوق طاب ثراه عن أنس قال «جاء رجل من أهل البادیة و كان یعجبنا أن یأتی الرجل من أهل البادیة یسأل النبی - صلی الله علیه و آله - فقال یا رسول الله متی قیام الساعة فحضرت الصلاة فلما قضی صلاته قال: أین السائل عن



[ صفحه 438]



الساعة، فقال أنا یا رسول الله، قال فما أعددت لها، قال و الله ما أعددت لها من كثیر صلاة و لاصوم إلا إنی أحب الله و رسوله، فقال له النبی - صلی الله علیه و آله -: المرء مع من أحب، قال أنس فما رأیت المسلمین فرحوا بعد الإسلام بشی ء أشد من فرحهم بهذا». [4] .

إن أمیرالمؤمنین علیه السلام كان یكرر قوله: «أنت مع من أحببت و لك ما اكتسبت» ثلاثا لعظم تأثیر عامل الحب فی دین الإنسان و دنیاه، و لاأقوی منه تأثیرا فی العالم كله، و الإنسان لایصدر منه شی ء إلا بدافع الحب.

و قد قیل: «من أحب قوما فهو منهم» [5] و هل الإیمان إلا الحب فی الله و البغض فی الله كما روی ذلك عنهم علیهم [6] فمحب المطیع لله عزوجل كیف لایكون مطیعا مع أنه راض بما أطاع و إذا انعكس انعكس یعنی محب العاصی عاص كما جاء فی نفس الحدیث المبحوث فیه، هذه سنة الله عزوجل فی خلقه أبدا.



[ صفحه 439]




[1] عيون أخبار الرضا 237:2.

[2] حرف الميم مع النون و حرف اللام مع الياء.

[3] تفسير البرهان 206:4، في آية 7 من الحجرات.

[4] علل الشرائع 140 - 139/1. باب 117 الحديث 2.

[5] أمثال و حكم 1738:4.

[6] تفسير البرهان 206:4، في آية 7 من الحجرات، الوسائل 435:11.